أبريل 2024
افتتاحية : النور الذي يلقيه الله على الشركة
بقلم: لاري أوندريجاك
أحد الأخصائيين في تنمية المجتمع، التابع لإحدى الجامعات الكبرى، تناول موضوع “كيفية تكوين مجتمع ناجح في يومنا هذا”، أولًا عن طريق حصر المحاولات السابقة التي باءت بالفشل. ثم عندما قدَّم مبادرته الخاصة، لم تكن ثقته بنفسه كافيةً لإقناع مستمعيه من المعلِّمين، والأخصائيين الاجتماعيين، والمسؤولين عن تخطيط المدن. وأحد التصريحات التي أدلى بها أثار بصفة خاصة حفيظتهم، حيث قال: “تستطيع تحقيق النجاح عن طريق الإصغاء إلى الجميع، وقبول تنوُّع الأفكار، وإيجاد مقر اجتماع جديد للمجتمع”.
وقد بدا واضحًا أن هذا الأخصائي واقع في مأزق عندما سأله أحد الحضور قائلًا: “كيف يمكن للناس أن يعيشوا في مجتمع يكون الشيء الوحيد المشترك بينهم فيه هو المكان؟” ولم تسفر محاولاته الهشة لتسليط المزيد من الضوء على الموضوع إلا عن تزايُد إحباط مستمعيه. ومع تصاعد حدة الارتباك، انجذب ذهني إلى بعض السمات الرئيسية لشركة الكنيسة، المذكورة في أعمال الرسل 2: 42-47، ومدى تفوُّقها وسموها على كلِّ محاولات الإنسان العبثية لتكوين مجتمع ناجح.
وهذه السمات هي كالتالي:
- «كَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ ٱلرُّسُلِ، وَٱلشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ ٱلْخُبْزِ، وَٱلصَّلَوَاتِ»
- «وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعًا، وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا».
- «يَقْسِمُونَ [الأملاك] بَيْنَ ٱلْجَمِيعِ، كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ ٱحْتِيَاجٌ».
- «يَكْسِرُونَ ٱلْخُبْزَ فِي ٱلْبُيُوتِ، كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ ٱلطَّعَامَ».
- «كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ ٱلطَّعَامَ بِٱبْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ».
- «وكانوا دائمًا “مُسَبِّحِينَ ٱللهَ، وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ».
- «كَانَ ٱلرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى ٱلْكَنِيسَةِ ٱلَّذِينَ يَخْلُصُونَ».
ففي خضم ارتباك الإنسان وفشله، ينجح مجتمع الله، أي الكنيسة، وذلك بسبب النور الذي يلقيه الله على كيفية تكوين هذا المجتمع وإدارته: «وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي ٱلنُّورِ كَمَا هُوَ فِي ٱلنُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ