أبريل 2024
تأملات هادئة : سر عظيم
بقلم: كلاس روت
«لِتَكُنْ يَدُكَ لِمَعُونَتِي، لِأَنَّنِي ٱخْتَرْتُ وَصَايَاكَ» (مزمور 119: 173).
أيُّ ابنٍ لله مدعوٌّ كلَّ يوم للاقتراب إلى أبيه السماوي في الصلاة. وهذا السرُّ العظيم للقوة والفرح لا يفهمه أو يختبره الكثيرون من شعب الله. كان كاتب المزمور جريئًا وشجاعًا للغاية في طلبه بأن تكون يد الله لمعونته. وقد أوضح سبب تقديمه هذه الطلبة بكلِّ هذه الحرية، قائلًا «لِأَنَّنِي ٱخْتَرْتُ وَصَايَاكَ». فقد اتخذ قرارًا حاسمًا، واختار وصايا الله. وبالتالي، كانت مشيئة الله هي التي تحكم كلَّ أفعاله.
ربما تقرأ هذا المقال القصير في بداية يوم جديد، وأنت لا تعلم ما الذي ينتظرك فيه. فإن الطريق أمامك جديد، وأنت لم تسلك هذا اليوم من قبل. لذلك، ليتك تشتهي أن يملك الله على حياتك اليوم، ولتكن مبادئه هي مبادئك أيضًا!
فإن الله يَعلَم كم نحن ضعفاء، وكم نفشل ونسقط، لكنه في كلِّ ذلك يرى بعينه الفاحصة شوق قلوبنا إلى إرضائه. فإذا كان هذا الشوق موجودًا، ننال الامتياز بأن ندعوه قائلين: «لِتَكُنْ يَدُكَ لِمَعُونَتِي». فإن الله لا يفعل البتة ما يتعيَّن علينا نحن أن نفعله. فعلينا أن نختار وصاياه بكل سرور، في إخلاص وتكريس له. لكن، يتبقى الكثير الذي نود أن نفعله لأجله، لكننا لا نستطيع. وهنا، يتولَّى ربنا المبارك الأمر ويفعل ما ليس بوسعنا أن نفعله. وهو كفوٌ بأن يواجه كل العقبات، وكل التجارب، نعم، بل وأن يسدِّد كل احتياجاتنا أيضًا.
ما أكرم ربِّنا هذا، وكم من المبهِج أن يكون لدينا هذا التوق إلى كلمته. ليت الله يمنحنا شوقًا إلى قراءة كلمته وتطبيقها بعمل الروح القدس، فتصبح وصاياه مصدر فرح وقوة لنا، عندما نرى يده الصالحة وهي تتحرك لأجل القديسين الذين اختاروا أن يفعلوا مشيئته.