أبريل 2024
موضوع العدد (1)
شركة المؤمنين : ماذا؟ ومن؟ وكيف؟ ولماذا؟
بقلم: إيان تايلور
في صباح أحد الأيام، التقى أربعة رجال معًا لتناوُل الإفطار، وقضوا وقتًا رائعًا وهم يتذكَّرون رحلة الصيد التي قاموا بها في عطلة نهاية الأسبوع الماضية. وصحيح أنهم شكروا الرب على الطعام، لكن عدا ذلك، كان موضوع حديثهم الرئيسي هو عدد الغزلان التي رأوها، وحجم قرون الظبي، ومدى الصعوبات التي واجهوها لتصويب سهامهم، وكمية اللحم الذي يقبع الآن في ثلاجاتهم. ثم عند مغادرتهم ذلك المطعم، تحدَّثوا عن روعة شركة المؤمنين التي تمتعوا بها معًا. صحيح أنهم استمتعوا معًا بشركةٍ، وصحيح أن جميعهم كانوا مؤمنين، لكن هل كانت شركتهم هذه هي شركة مؤمنين بالفعل؟
أراد السيد والسيدة جونز أن يحتفلا بذكرى زواجهما، فقاما بدعوة كلِّ أفراد عائلتهما للاحتفال معهما في يوم الأحد. كان جميع المدعوِّين في ذلك اليوم مؤمنين، وقد قضوا وقتًا رائعًا معًا. ثم بينما كانوا يغادرون المكان في ذلك المساء، بعد يوم حافل وسعيد، قال أحدهم: “حسنًا، صحيح أننا لم نذهب إلى الكنيسة اليوم، لكننا استمتعنا حقًّا بشركة رائعة”. هل هذا هو حقًا المفهوم الكتابي لشركة المؤمنين؟
عندما كانت خدمة العبادة على وشك الانتهاء، كان أحد الإعلانات التي أذيعت كالتالي: “سنتناول جميعًا طعام الغداء معًا اليوم، والجميع مدعوون للاستمتاع بوقت الشركة هذا”. أتساءل هنا مرة أخرى: هل هذا هو المفهوم الكتابي لشركة المؤمنين؟
في كل مثال من الأمثلة السابقة، استمتع المؤمنون معًا بشكلٍ من أشكال الشركة، لكن لم يكن ضروريًّا أن تكون مؤمنًا مسيحيًّا لتستمتع بهذا النوع من الشركة. فإن البشر، في كلِّ مناحي الحياة، سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين، يستمتعون معًا بخبرات مماثلة من الصداقات الحميمة.
ما هي شركة المؤمنين؟
ما المفهوم الكتابي لشركة المؤمنين؟ كانت الشركة واحدةً من أربع ممارسات أساسية جرى تشجيعها والحث عليها في الكنيسة الأولى، وهي لا تزال حتى اليوم واحدة من الممارسات الأساسية للكنائس التي تسعى إلى الاجتماع معًا على أساس كتابي: «فَقَبِلُوا كَلَامَهُ [كلام بطرس] بِفَرَحٍ، وَٱعْتَمَدُوا، وَٱنْضَمَّ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ نَحْوُ ثَلَاثَةِ آلَافِ نَفْسٍ. وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ ٱلرُّسُلِ، وَٱلشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ ٱلْخُبْزِ، وَٱلصَّلَوَاتِ» (أعمال الرسل 2: 41-42). لطالما كانت تلك الممارسات الأربع هي الأنشطة الأساسية للكنيسة المسيحية عبر العصور. فإن الشركة، بحسب الكتاب المقدس، هي أمرٌ نقوم به معًا ككنيسة محلية تشترك معًا في اجتماعاتها وخدماتها.
الكلمة اليونانية koinonia، التي تُرجِمت إلى “شركة”، معناها المشاركة، أو التعاون، أو وجود أمور أو توجُّهات مشتركة. بتعبير آخر، الكلمة معناها أن نفعل بعض الأمور معًا، مثلما كان الحال في الأساسيات الأربعة المذكورة في أعمال الرسل 2: 42. فلا تتعلق هذه الآيات بحياتنا الروحية الشخصية، بل بالقيام بتلك الأمور معًا في “شركة” الكنيسة.
فعندما يشارك كل واحد في الكنيسة، مستخدمًا مواهبه (1كورنثوس 12: 7)، ويؤدِّي دوره كمؤمن كاهن (1بطرس 2: 5، 9)، وعندما يجتمع هؤلاء معًا للبنيان، سيُبنَى الفرد وكذلك الكنيسة أيضًا، من أجل تتميم مقاصد الرب لكنيسته. «بَلْ صَادِقِينَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ ٱلَّذِي هُوَ ٱلرَّأْسُ: ٱلْمَسِيحُ، ٱلَّذِي مِنْهُ كُلُّ ٱلْجَسَدِ مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِلٍ، حَسَبَ عَمَلٍ، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ ٱلْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي ٱلْمَحَبَّةِ» (أفسس 4: 15-16).
من الذي يجب أن يمارس الشركة؟
تبدأ الشركة بالميلاد الجديد: «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: ٱلْأَشْيَاءُ ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كورنثوس 5: 17). ففي اللحظة التي يتوب فيها الشخص عن خطاياه، ويرجع إلى الله، متكلًا على الخلاص الذي حقَّقه الرب يسوع في الجلجثة، يدخل إلى علاقة من نوع جديد مع الله، الذي يصير عندئذ أباه السماوي. وفي تلك اللحظة، يولَد المؤمن في عائلة الله، ويعتمد بالروح القدس إلى جسد المسيح، أي الكنيسة (1كورنثوس 12: 13)، فيسكن فيه الروح القدس، موحِّدًا إياه بكل مؤمن آخر مولود ثانيةً. وهذه تسمَّى «وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ» (أفسس 4: 3).
وإن حياة هؤلاء المولودين ثانية ستستمر تمامًا كما كانت قبل التجديد، لكن سيحدث تغيير واضح ومميَّز في أهداف حياتهم. فبصفتهم أعضاءً في الجسد، سيكون محور اهتمامهم في الحياة الآن هو الشركة والتفاعل مع أعضاء جسد المسيح الآخرين في العبادة والخدمة. ومن خلال شركتهم معًا، سيُظهِرون أنهم جزءٌ من عائلة الكنيسة، وسيستخدمون المواهب والإمكانيات التي منحها الله لهم للمشاركة في العبادة، والكرازة، وبنيان الكنيسة. من المؤكَّد أنه ليس من الممكن أن يجتمع جميع المؤمنين وأن يخدموا مع جسد المسيح بأكمله الموجود في كل العالم، لكن بإمكانهم أن يستثمروا وقتهم وجهدهم في كنيسة محلية، ومن ثم يتمِّمون تعاليم أفسس 4: 12-16. وبهذا، سيتمكَّن كل واحد من المشاركة في بنيان الجسد ككلٍّ الذي يربط الروح القدس بينه.
وإن الميلاد الجديد من فوق يضم المؤمنين إلى شركةٍ مع الأقانيم الثلاثة للاهوت، وكذلك مع الكنيسة أيضًا. «ٱلَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ ٱلْآبِ وَمَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (1يوحنا 1: 3). وشركتنا مع الله الآب ستحدِّد طبيعة شركتنا مع المؤمنين الآخرين. فإذا لم نكن في شركة مع الرب، لن نستمتع بشركة حقيقية مع المؤمنين الآخرين. «إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي ٱلظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ ٱلْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي ٱلنُّورِ كَمَا هُوَ فِي ٱلنُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 1: 6-7). فإننا لن نستطيع أن نستمتع بشركة حقيقية بعضنا مع بعضٍ إلا عندما نسلك في النور ونطيع الكلمة.
لذلك، فإن وجود علاقة قوية مع الآب سيضمن وجود علاقة صحية ومشبعة مع المؤمنين الآخرين. «أَمِينٌ هُوَ ٱللهُ ٱلَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا. وَلَكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، بِٱسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلَا يَكُونَ بَيْنَكُمُ ٱنْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ» (1كورنثوس 1: 9-10). تحدث الانقسامات عمومًا بسبب أناسٍ غير متمسِّكين بالرأس، وبالتالي تهيمن أعمال الجسد على حياتهم، ويحلُّ حب السلطة والمناصب والمال محل علاقتهم بالآب، الأمر الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة: «وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِٱلرَّأْسِ ٱلَّذِي مِنْهُ كُلُّ ٱلْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِرًا وَمُقْتَرِنًا يَنْمُو نُمُوًّا مِنَ ٱللهِ» (كولوسي 2: 19).
من المؤكَّد أن ممارسات الكنائس في كلِّ أنحاء العالم ستختلف باختلاف الثقافة، واللغة، والاحتياجات الخاصة. فحيث يوجد اضطهاد، قد تكون السرية لازمةً. وفي أماكن أخرى، قد تؤثر الديانة السائدة في الدولة على بعض السلوكيات. فإننا نرى من خلال الخليقة أن الله إله تنوُّع، لمَ لا نتوقع إذن وجود تنوُّعٍ في الممارسات داخل الكنيسة؟ ففي الكنيسة، يوجد تنوُّع في المواهب، والممارسات، وأساليب الإدارة، والخلفيات العرقية، والكثير من الأمور الأخرى. وكلُّ هذا يستخدمه الله في العمل والنمو الإيجابي لهذا الجسد المتنوِّع. فينبغي ألا تسبِّب هذه الاختلافات انقسامًا أو رفضًا، بل يجب أن يُنظر إليها بالأحرى على أنها من تدبير الله لشعبه في كل أمة، وثقافة، وظرف.
نحتاج أن ندرك جيدًا أن كلمة الله والعقائد الأساسية لا تتغير، لكن الممارسات يمكن أن تتغيَّر، بل هي تتغير بالفعل. فإننا متحدون بالروح القدس مع كل شعب الله، بغض النظر عن اختلافاتنا الكثيرة. وبدلاً من أن نختزل شركتنا الكنسية في جماعة أو طائفة معينة، علينا أن نكون «مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ بِرِبَاطِ ٱلسَّلَامِ» (أفسس 4: 3). بتعبير آخر، ما لم تكن هناك ممارسات غير أخلاقية أو تعاليم مهرطقة، علينا أن نقدِّر قيمة كل مؤمن حقيقي بصفته جزءًا من الجسد، ونمارس الشركة معه بحرية. ورفض ذلك هو بمثابة رفض لوحدانية الجسد، وإحزان للروح القدس الساكن في جميع المؤمنين.
كيف نعبر عن الشركة؟
لا يمكن أن نعبِّر عن الشركة بمفردنا! فإننا بحاجة إلى أن نجتمع معًا لنعظ بعضنا البعض، ونتبادل تقديم النصائح، ونعبد ونخدم الرب في تعبيرٍ محليٍّ عن الجسد العام. «غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ ٱلْيَوْمَ يَقْرُبُ» (عبرانيين 10: 25). فإن الشركة الحقيقية قائمة على مفهوم العطاء والأخذ بين المؤمنين. فإننا نشترك معًا فيما أعطانا الله إياه، مثل الغفران، والممتلكات، والمحبة، وفهم الكلمة؛ ونستخدم مواهبنا الروحية في سعيٍ منا إلى بنيان بعضنا البعض.
وفي الكنيسة المحلية، سنجد قادة روحيين موهوبين أعدَّهم الله، وهم سيساعدوننا لنكون ناضجين روحيًّا، وفعَّالين في الخدمة التي دعانا الرب إليها. «كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَٱلتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي فِي ٱلْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ ٱللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ» (2تيموثاوس 3: 16-17).
كذلك، نحن نعبِّر عن الشركة عندما نصلي معًا، ونشترك في تعليم الكلمة، ونمارس العشاء الرباني معًا كجزءٍ من عائلة الكنيسة. فعند مائدة الرب، لسنا فقط نرى الرموز التي تمثِّل جسد المسيح ودمه، فيما نتذكِّره، بل إن عشاء الرب يرمز أيضًا إلى الوحدانية والشركة التي نتمتع بها بصفتنا أعضاءً في الجسد الواحد. «كَأْسُ ٱلْبَرَكَةِ ٱلَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ ٱلْمَسِيحِ؟ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ ٱلْمَسِيحِ؟ فَإِنَّنَا نَحْنُ ٱلْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لِأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي ٱلْخُبْزِ ٱلْوَاحِدِ» (1كورنثوس 10: 16-17). فإن الخبز الواحد يرمز إلى جسد المؤمنين الواحد، وكذلك إلى جسد الرب يسوع المتجسِّد. و للأسف، استغل البعض عشاء الرب كمدخلٍ للحصول على العضوية في طائفتهم. فبدلًا من أن يكون هذا العشاء تعبيرًا عن وحدانية المؤمنين، بصفتهم أعضاء في الجسد الواحد، وعن شركتهم معًا، أصبح رمزا للطائفية والانقسام. فإن شركة المؤمنين الحقيقية هي المشاركة الفعالة والإيجابية في كلِّ الممارسات الأربع الأساسية المذكورة في أعمال الرسل 2: 42.
لماذا تمثل الشركة أهمية؟
إننا بحاجة إلى أن نكون برفقة المؤمنين الآخرين بقدر الإمكان. فإذا أُخرِج عود حطبٍ من وسط النار، سيدخن لبعض الوقت ثم ينطفئ. لكن عندما يُعاد إلى النار، يشتعل مرة أخرى، ويضيف إلى الضوء المنبعث. هكذا المؤمن الذي لا يداوم على الشركة في الكنيسة المحلية سرعان ما “يفتر”، ويصير بلا فاعلية بصفته “نورًا” للعالم. «وَلْنُلَاحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ» (عبرانيين 10: 24).
كنتُ في نيوزيلندا منذ عدة سنوات، وشاهدت سباقات للزوارق الحربية لقبيلة الماوري بين فرقٍ مختلفة. كان كل زورق يتضمن فريقًا من 22 شخصًا، يستخدم كلُّ منهم مجدافًا كبيرًا. وفي المؤخرة، يوجد مجداف أكبر حجمًا يُستخدم في توجيه القارب. وبينما كانت الفرق تتسابق في المياه، سرعان ما اتضح أيًّا من هذه الفرق هي التي تدَّربت بصفة مستمرة على العمل معًا، وذلك لأنها لم تكتف بالحفاظ على سرعة مناسبة في التحرُّك إلى الأمام، لكنها بقيت أيضًا في مسارها الصحيح. وفي أحد هذه السباقات، كان بعض المتسابقين الذين يجدفون في أحد الزوارق غير متزامنين بعضهم مع البعض، فلم يتمكن موجه القارب من إبقائهم في المسار الصحيح، فعبروا إلى الحارة المجاورة لهم، مما أوقع الفريق المجاور لهم في ورطة، فتخلَّف كلا الزورقين عن السباق.
ذكَّرني هذا المشهد ببعض الكنائس التي فيها يكون أولئك الذين لا يواظبون على حضور الاجتماعات غير متزامنين مع بقية أعضاء الكنيسة. فالبعض من الذين يتردَّدون على الكنيسة بصورة متقطعة لا يكتفون بالتسبب في مشكلات لكنائسهم، بل يزعجون كنائس أخرى أيضًا. نحتاج إذن أن نتحد معًا كي نتقدم إلى الأمام، وننمو، ونكون فعالين في خدمتنا للرب.
فإن الشركة ليست مجرد لقاء اجتماعي، لكنها ضرورة أساسية للنمو الروحي، ولعمل الكنيسة وبنيانها، وفقًا للتصميم الإلهي، وهي ينبغي أن تكون جزءًا حيويًا من حياة كل مؤمن.